نشرت صحيفة القدس في عددها الصادر بتاريخ 14/4/2008 وعلى صفحتها الثالثة خبراً حول تخريج دورة من أفراد السلطة بحضور "دايتون" بعد انتهاء تدريباتهم في الأردن.
الدفعة الجديدة من أفراد السلطة كانت سافرت إلى الأردن في مطلع يناير/ كانون الثاني، وتلقت تدريبات متنوعة: استخدام السلاح، السيطرة على منازل، تنفيذ اعتقالات، مواجهة مظاهرات جماهيرية، اختطاف رهائن.
الصحافة الإسرائيلية لم تكن غائبة عن خطوات عباس باتجاه التقارب مع " إسرائيل" حيث أفردت صحيفة "هآرتس" مقالاً خاصاُ حول الوحدة الجديدة التي تعدها السلطة بالتعاون المشترك مع أجهزة الشاباك والمخابرات الأمريكية لتقويض بنية "حماس" ورفع القدرة القتالية لأجهزة الأمن الفلسطينية إلى المستوى الذي يمكن من خلاله مواجهة "حماس" وهزيمتها.
ففي عددها الصادر بتاريخ 6/4/2008 تطرقت "هآرتس" تحت عنوان " كتيبة فلسطينية لمحاربة حماس" إلى بعض التفاصيل حول كتيبة الأمن الوطني الفلسطيني التي تم اختيارها وتدريبها لمواجهة حماس. بإشراف مدربين أمريكيين وأردنيين.
ونقلت الصحيفة على لسان عبدالرازق اليحيى قوله لأفراد الكتيبة الجديدة ومعظمهم في بداية سنوات العشرين " أنتم هنا ليس من أجل مواجهة الجانب الإسرائيلي، الذي قادنا الصراع معه حتى الآن إلى المعاناة وليس لنتائج إيجابية. يجب أن تثبتوا للإسرائيليين أنكم لديكم القدرة على العمل والنجاح".
ووفقاً للصحيفة فقد خضع أفراد الوحدة الجديدة لفحص أمني مشدد من قبل السلطة ومن قبل الشاباك الإسرائيلي والأمريكيين والأردنيين. وشطبت إسرائيل 20 اسما فقط.
و في السلطة الفلسطينية يطلقون على الكتيبة اسم "طفل دايتون"، وهي أولى نتاج عمل خطة المنسق الأمني الأمريكي كيت دايتون لترميم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، كما تورد الصحيفة وأضافت بأن خطة السلطة ودايتون تهدف إلى تأهيل أربع كتائب بأعداد شبيهة.
وأكدت الصحيفة بأن طاقم "دايتون" يعكف الآن على إقامة طاقم تخطيط استراتيجي في مكتب وزارة الداخلية الفلسطينية، ليكون المسؤول عن كافة الأجهزة الأمنية الفلسطينية. إضافة إلى ذلك سيعمل الطاقم على تخطيط مشاريع بنى تحتية أمنية، كإعادة بناء القواعد العسكرية ومعسكرات التدريب للقوات الفلسطينية.
وترى الصحيفة بأنه قد لا تغير الإصلاحات وجه قوات الأمن الفلسطينية بشكل فوري إلا أن الكتيبة الخاصة تعني الكثير في وزارة الداخلية الفلسطينية حيث إنها بداية عهد جديد بما يتعلق بقدرات الأجهزة الأمنية على العمل في الضفة الغربية ومواجهة التهديدات التي تشكلها حركة "حماس" للسلطة على حد زعمها.
من جانبها كانت حركة "حماس" قد استنكرت دخول قوات أجهزة أمن تابعة لرئيس السلطة محمود عباس إلى الأردن للانخراط في برنامج أمريكي أمني لتصفية المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وكانت حركة "حماس" قد كشف سابقاً عن خضوع الأجهزة الأمنية الفلسطينية لإشراف أمريكي بغرض محاربتها، ونشرت صحيفة أمريكية فيما بعد مجموعة من الوثائق تشير إلى خطة أمركية وضعت بإشراف الجنرال "دايتون" وبتنسيق مع محمد دحلان إبان فوز حماس في الانتخابات التشريعية السابقة، ووفقاً لصحيفة "فانتي فير" الأمريكية فإن الخطة تهدف لتقويض بنية حماس والقضاء عليها، وتعتمد على نجاحها على إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإخضاعها لمواجهة "حماس" .
ويرى مراقبون أن السلطة تسعى للنجاح فيما فشلت في تحقيقه في غزة، لكنهم يؤكدون في الوقت ذاته أن الفشل هو المصير المحتوم لكل ما تقوم به السلطة من إجراءات أمنية لملاحقة المقاومة.
وربما تكون محاولة اغتيال محافظ نابلس إحدى المؤشرات القوية على حالة الرفض التي سيواجه بها مشروع دايتون في الضفة الغربية، لأنه من غير المقبول أن يقبل الشعب الفلسطيني أن يخضع لأجهزة يشترك الشاباك والسي آي إيه في الإشراف عليها، وغزة خير دليل!!!.
الأربعاء 16 أبريل 2008, 6:42 am
